ما هي صعوبات التعلم ؟ أسبابها و علاجها ؟
سنتعرف في هذا المقال على صعوبات التعلم Learning Disabilities أو في المسمي الجديد أضطرابات التعلم المحدد وما أسباب صعوبات التعلم وكيفية تقديم العلاج لصعوبات التعلم.
تؤثر صعوبات التعلم في المهارات التي يتعلم بها الطفل أشياء جديدة، والكيفية التي يتعامل بها مع المعلومات.
يشمل اضطراب صعوبات التعلم ضعف التركيز في جميع مجالات الحياة، وليس فقط العملية التعليمية، ويمكن أن تؤثر في اكتساب المهارات الأساسية مثل القراءة والحساب أو كتابة كلمات بسيطة، وايضا مهارات حياتية مثل التنظيم، تخطيط الوقت، تنمية الذاكرة الطويلة أو قصيرة المدى.
ما هي صعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم عملية مستمرة، وقد تكون ناتجة عن عوامل عصبية تتدخل في نمو القدرات اللفظية وغير اللفظية، وتوجد معها قدرة عقلية عادية على الفهم، وأنظمة حسية حركية متكاملة وفرص تعليم كافية. وتتنوع في درجة ظهورها ودرجة شدتها. وتؤثر خلال حياة الطالب على طريقة تقدير الذات، التربية، العمل، التكيف الاجتماعي، وايضا على مواجهة أنشطة الحياة اليومية.
نشأة صعوبات التعلم
بدأ الاهتمام بها في مجال الصحة العامة، وخاصة من قبل المهتمين بما يعرف حاليا اضطراب اللغة.
أما دور التربويين لم يظهر إلا في فترة الستينات، عندما ظهر مصطلح صعوبات التعلـّم حين قام ” صموئيل كيرك ” Samuel A. Kirk عالم النفس الأمريكي في عام 1962 بإعداد كتاب جامعي يتحدث عن مجالات التربية الخاصة وظهر فيه التعريف الأول لصعوبات التعلم.
أيضا في نفس السنة كانت البداية العلمية عندما استخدم كل من كيرك و بيثمان هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأطفال في الصفوف الدراسية والذين يعانون من عسر قراءة وتهجي الكلمة أو عملية الحساب.
وفي عام 1963 عقد مؤتمر حضره بعض التربويون وعلماء النفس والمهتمون بموضوع صعوبات التعلم لمناقشة أبرز مشكلات الأطفال المعاقين إدراكيا.
وفي عام 1975 تم استخدام مصطلح صعوبة التعلم في القانون الفيدرالي (التعليم لكل الأطفال المعاقين) بهدف استقرار المصطلح.
اما في فترة السبعينيات ظهر القانون العام 94 / 142 ، يعتبر عند التربويين أهم القوانين التي تتضمن الموضوعات التي تحفظ لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم في التعليم والخدمات الأخرى المساندة.
وتم الاعتراف رسمياً بصعوبات التعلم بموجب القانون العام للولايات المتحدة 91/230 عام 1969 الخاص بالأطفال ذوي صعوبات التعلم.
صعوبات التعلم هل هي اضطراب ام مرض؟
اضطراب او تأخر في التحصيل الاكاديمي وليست مرض
هل يعتبر صعوبات التعلم إعاقة؟
لا صعوبات التعلم ليست إعاقة ويمكن تفاديها تماما قبل حدوثها وأيضا يمكن علاجها.
ما هي انواع الصعوبات التعلم؟
1- صعوبات التعلم النمائية Developmental Learning Disabilities
تتعلق بالوظائف الدماغية، والعمليات العقلية المعرفية والتي يحتاجها الطفل في التحصيل الدراسي، تحدث نتيجة اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، وتؤثر هذه المشكلة على تلقي الشخص لمعلومات ما قبل الأكاديمية، مثل
- الانتباه
- الإدراك
- الذاكرة
- التفكير
- اللغة
والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي، وتشكل أهم أسس النشاط العقلي المعرفي عند طفلك.
ويمكنكم الرجوع إلي مقالة
2- صعوبات التعلم الأكاديمية Academic Learning Disabilities
يقصد بها صعوبات الأداء المدرسي، وتتمثل في قراءة وكتابة وتهجى الكلمة والتعبير الكتابي والحساب، ولها ارتباط بصعوبات تعلم نمائية.
شرح صعوبات التعلم المدرسية:
و تنقسم إلى نوعين:
- صعوبات القراءة:
الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم الطبيعية لديهم قصور في القدرة في اكتساب مهارات القراءة والكتابة.
ينتج عن هذه المشكلات التي يواجهها ذوي صعوبات التعلم تجنب قراءة وكتابة أمام أقرانهم أو رفض تعلم المادة حتي لا يتم إظهار ضعفه للقراءة.
مظاهر صعوبات القراءة
- أن يقرأ ببطء
- صعوبات في فهم الكلام المكتوب
- الصعوبة في الهجاء
- الكتابة العكسية للكلمات والحروف
- صعوبات لغوية في تنظيم الجمل والتمييز بين الأصوات.
ب- ضعف الكتابة (ديسجرافيا)
يشير إلى عدم تمكن التلميذ من الكتابة، أو لا يستطيع التفكير عندما يكتب.
ج- اضطرابات الانتباه والتركيز
تظهر الاضطرابات في الانتباه والتركيز (ADD) في عدم القدرة على استمرارية الانتباه، وتشتت الذهن وحساسية للمؤثرات الخارجية أو فرط الحركة في بعض الأحيان.
د- صعوبة الحساب (الدسكلكوليا)
تضعف القدرة على اكتساب مهارات الحساب، يتسم الطلاب الذين يعانون من هذه الصعوبة بقصور في إدراك العلاقة بين الأرقام، صعوبات في الإدراك البصري أو السمعي للأرقام، وصعوبة في إجراء العمليات الحسابية.
ت- صعوبة الحركة (ديسبراكسيا)
يعبر هذا المصطلح عن اضطراب التكامل الحسي وتشمل
- الاتزان
- التوافق بين أداء اليد والنظر
- التآزر البصري الحركي أي عدم تمكن التلميذ من تنسيق حركات البسيطة مثل يكتب ويتوقف في الوقت المناسب، أو الحركات الأكثر تعقيدا مثل الجري والقفز.
ما هي علامات صعوبات التعلم؟
يتم الكشف عن علامات اضطراب صعوبات التعلم باستخدام مجموعة مقاييس تحدد ما اذا كان الطفل يعاني من صعوبات التعلم أم لا ونذكر منها حسب العمر
قبل أربعة سنوات:
- قصور في نطق الكلمات.
- عسر في الالتزام بالنغمة أثناء الغناء.
- عدم المقدرة على معرفة الحروف والأرقام والألوان والأشكال وأيام الأسبوع.
- لا يدرك ولا يفهم الاتجاهات.
- ضعف في مسك بالقلم أو المقص.
من سن أربعة إلى تسعة:
- لا يربط بين الحروف ونطقها.
- لا يربط بين أصوات الحروف ببعضها لكي ينطق كلمة.
- يخلط بين الكلمات عندما يجرؤها.
- يخطئ في التهجي والقراءة دائما.
- صعوبة في تعلم مفاهيم الحساب الأساسية مثل الجمع والطرح.
- لديه بعض الصعوبات في قراءة الوقت وتذكر اليوم والساعة.
من سن تسعة إلى خمسة عشر:
- صعوبة في قراءة النص وإجراء العمليات الحسابية.
- صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي تحتاج للكتابة.
- يتجنب ان يقرأ أو يكتب أمام زملاءه
- كتابة كلمة واحدة بخط مختلف في موضوع واحد.
- ضعف في الترتيب والتنظيم.
- لا يتفاعل في مناقشات الفصل والتعبير عن آرائه.
- خطه رديء.
ما أسباب صعوبات التعلم
أظهرت بعض الدراسات وجود عدة أسباب لصعوبات التعلم، نوجزها فيما يلي:
مشاكل في نمو المخ
خلال مرحلة نمو الجنين، قد تحدث بعض المشاكل التي لها تأثير على تكوين واتصال الخلايا العصبية في الدماغ، ويعتقد العلماء ان الخلل في نمو الخلايا العصبية يؤدي إلي وجود صعوبات التعلم عند الأطفال.
- عيوب وراثية
يلاحظ انتشار اضطراب التعليم المحدد في بعض العائلات، ويعتقد أنه يعود لأساس وراثي.
مثال الأطفال الذين يفتقدون مهارات القراءة، من المحتمل أن أحد الأبوين يعاني من مشكلة متشابهه.
- مشاكل أثناء الحمل والولادة
المراحل أثناء الحمل والولادة تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الأسرة وتحتاج مزيد من التركيز
مثال عادة التدخين أو الخمور، أو بعض الأدوية ذوي التأثير الخطير أثناء الحمل قد تسبب صعوبات التعليم عند الأطفال.
لذا يجب الحدز خلال فترة الحمل عدم التعرض أو استخدام مسببات الأمراض المختلفة
- مشاكل التلوث و البيئة
تشير بعض الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبيئة والناتج عن احتراق البنزين والموجود كذلك في أنابيب مياه الشرب، قد يؤدي إلى ظاهرة صعوبات التعلم.
- العمليات الصحية التي يتعرض لمها الطفل في بداية حياته
كيفية علاج صعوبات التعلم
يهدف العلاج الي تفادي المشاكل المحتملة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم من خلال هذه الارشادات:
- تفهم الوالدين للمشكلة
يجب على الأسرة تفهم اضطراب الإبن ومراعاة حالته النفسية ومشاركة المدرسة في نجاح البرامج التربوية والسلوكية للتلاميذ .
- البرنامج التعليمي الخاص
من المهم تطبيق برنامج التعليم بصفة خاصة لكل حالة حسب الصعوبات التعليم التي يعاني منها، وذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمعلم والأسرة.
- التشخيص والتدخل المبكر
تشخيص حالة الطفل تتم تحت إشراف أخصائيين نفسيين ذوي خبرة، وكلما كان التشخيص مبكرا، كلما كان التحسن اسرع.
- التعاون بين المدرسة والعائلة
لذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لنواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأسرة و المدرسة