نقاط أساسية لتنمية مهارات الطفل
يتطرق هذا المقال الي ست نقاط أساسية تساعد كل مختص تربوي وولي امر في تنمية قدرات الأطفال في مرحلة التدخل المبكر.
يعتمد الذكاء الذي يتمتع به الطفل على الجوانب الوراثية التي يكتسبها من والديه منذ الولادة حيث يولد بها بعد انتقالها إليه عبر الجينات الوراثية، إلا أن الجانب الآخر من الذكاء عند الطفل والذي أصبح ذا اهتمام بالغ في عصرنا هو الذي يعتمد على الخبرات العملية التي يعايشها الطفل في حياته اليومية وهو الجانب المكتسب لديهم الذي يتم تنميته وتطويره تبعاً لما يتعرض له الطفل من مثيرات.
وهذا ما أثبتته الدراسات التي أجريت على التوائم المتطابقة التي عاشت في بيئات مختلفة ولوحظ عليها الفروق في درجات الذكاء، وكذلك على الأطفال الذين ولدوا في بيئات متخلفة ثقافياً وأماكن نائية ولم يتعرضوا لخبرات حيوية يومية تنمي عندهم هذا الجانب.
كل ذلك يقودنا إلى أهمية الجو الاجتماعي والأسري الذي يعيشه الطفل ويترعرع فيه وأثره على قدراته العقلية وتطورها، حيث يلعب الوالدان وطريقة تعاملهم مع الطفل دوراً كبيراً في ذلك، واعتمادهم في تربيتهم للطفل على إتاحة جو آمن يشجع الحوار والاستكشاف ويشبع الميول والرغبة في التعلم دون ممارسة الحماية المفرطة على الطفل التي تقيّد حريته وتحرمه من التعرض لمزيد من الخبرات.
ونقدم هنا مجموعة من النقاط التي يحتاجها الطفل للتعامل معه على أساسها في نطاق أسرته، من أجل تنمية مهاراته العقلية وتطويرها وهي على النحو التالي:
1- حب الاستطلاع
في الحياة، لا توجد إجابات جاهزة لكل الأسئلة، لذلك يكون حب الاستطلاع هو الطريق للبحث عن المعرفة والوصول إليها. لكي يتمتع الطفل بحب الاستطلاع، يجب أن يكون مهتماً بما حوله ويشعر أن فضوله سيقوده إلى نتائج مثمرة في النهاية. لتنمية هذه الصفة، من المهم أن نسمح للطفل بالتفاعل مع الأشياء من حوله وتشجيعه على اكتشاف المزيد، يلمس ويحرك ويفكك ويركب الأشياء دون أن نتعامل معه بحماية زائدة، مع إعطائه الأدوات اللازمة لذلك والوقت الكافي.
أيضا نعطيه أسئلة فضولية، ونشجعه على التساؤل، ونوفر الأدوات اللازمة للفضول وتوفير الحافز الملائم كتعريض الأطفال للأشخاص والأصوات والمشاهد والأماكن،
لا يجب أن نتعجل في القول للطفل ابحث عن الإجابة أو لا أعرف كهروب من الأسئلة، وهذا يؤدي إلى ضعف الرغبة في طرح الأسئلة من جانب الطفل.
حل المشكلات
يجب أن يعرف الطفل أن حلول المشكلات هو أمر موجود في الحياة وألا نعطيه الحلول الجاهزة بل اتاحة الفرصة للمحاولة، ويستخدم في ذلك ألعاب التخمين والتوقع لتدريب الطفل على اختبار أفكاره، وطرح الأسئلة لسبر الأغوار وجس النبض، واستخدام الأشياء الموجودة في محيطه باستعمالات غير الدارجة في الحياة والاستفادة منها بأشكال أخرى، مع تشجيع الطفل على حرية الاختيار سواء لأشيائه الخاصة، وعدم إجباره على الاختيار بل استخدام الحوار والنقاش معه عن أسباب الاختيار، وتشجيع العمل الجماعي والعصف الذهني مع الآخرين دون التفرد باتخاذ القرار.
تنمية الذاكرة
وذلك عن طريق استخدام الألعاب التي تحتوي على التخيل البصري للحدث واسترجاعه خطوة بخطوة، وتنمية القدرة على الحفظ كحفظ السور القرآنية وجداول الضرب، وحفظ الذكريات من خلال ألبوم الصور وشرائط الفيديو.
التركيز
عند الحديث عن التركيز، نجد أن الكثير منا يستطيع التركيز عندما يكون الأمر ضرورياً، بينما يواجه البعض صعوبة في التركيز بشكل مستمر. وعند التعامل مع التركيز لدى الأطفال، نميل إلى توقع أن يركزوا كما نريد نحن، بناءً على رغباتنا وقدراتنا، وليس بناءً على احتياجاتهم الخاصة. إذا ركز الطفل على نشاط نحبذه، نشعر بالسعادة، ولكن إذا طلبنا منه التركيز على شيء آخر ولم يستجب بالطريقة التي نريدها، فقد نغضب.
لتشجيع التركيز لدى الطفل، يمكننا مساعدته على استخدام حواسه لفهم العالم من حوله، وتدريبه على إعداد قوائم مهامه لكي يعرف ما يجب عليه فعله. كما يمكننا مساعدته في تعلم ترتيب الأولويات والحصول على التغذية الراجعة. من المهم تشجيعه على الانتباه من خلال طرح أسئلة ذات صلة بالموضوع، وتقديم تعليقات قبل وبعد الحدث، مع إعطائه الوقت الكافي أثناء الحديث والمناقشة..
وضوح الأفكار
يعتمد التفكير الواضح على الأدلة والتجربة، ويتجنب العواطف مثل التحيز أو التمسك بالماضي. لمساعدة الطفل على التفكير بوضوح، يمكن تدريبه على تصنيف المعلومات وعدم تعميم تجربته على كل شيء مشابه دون التحقق. من المهم تشجيع أفكار الطفل ومنحها قيمة، دون معاقبته عليها. كما يجب تعليمه استخدام كلمات دقيقة عند وصف الأشياء أو مشاعره، وتشجيع مهارات النقاش والتفاوض، ومساعدته على توضيح وجهة نظره وفهم العلاقة بين السبب والنتيجة.
الإبداع
تنمية مهارات الأطفال تشمل تلبية حاجته للتعلم واكتشاف أشياء جديدة. الأطفال بطبيعتهم يحبون الاستكشاف، ويطرحون الأسئلة ويحاولون حل المشكلات، مما يساعد على تنمية إبداعهم. لتطوير مهارات الطفل، يجب توفير وقت كافٍ وأدوات تساعدهم في استكشاف اهتماماتهم الخاصة. من المهم تشجيعهم على اللعب والتفكير بحرية، دون الضغط عليهم للحصول على إجابات كاملة. تنوع الأنشطة والخبرات يساعد في نمو مهارات الطفل، والتركيز على مجالات معينة يعزز اهتماماتهم الخاصة.