الاضطرابات السلوكية أو الانفعالية Emotional Behavioral Disorders
تعتبر الاضطرابات السلوكية أو الانفعالية (بالإنجليزية Emotional Behavioral Disorders) احدى فئات الإعاقة الرئيسة التي تتميز باختلاف السلوك جوهرياً وبشكل مستمر عن السلوك الطبيعي مما يؤثر سلبياً على الأداء الأكاديمي ويتطلب تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات الداعمة.
وتعريف الاضطراب السلوكي أو الانفعالي ليس أمراً سهلاً. فاذا كان الطفل الذي لديه اضطراب سلوكي يظهر استجابات غير تكيفية أو غير ملائمة لعمره الزمني، فإن معظم الأطفال يصدر عنهم أحيانا استجابات من هذا النوع.
من جهة أخرى، فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية يتصرفون بشكل طبيعي أحياناً فليس كل سلوكهم غير تكيفي. وإذا كان من الصعب تمييز السلوك الطبيعي عن السلوك المضطرب بدقة ووضوح، فمن البديهي ان تكون عملية التشخيص عملية ذاتية غير موضوعية بالكامل. وما التفاوت الهائل في تقديرات نسب شيوع الاضطرابات السلوكية والانفعالية الا هو دليل على ذلك.
فقد يكون السلوك مقبولاً في وضع ما ولكنه غير مقبول في وضع آخر. ولذا فان تعريف السلوك المضطرب وتحديده لا يقتصران على خصائصه فقط ولكنهما يشملان الحكم على مدى ملاءمته للظروف أيضا، مما ينطوي على صعوبات كثيرة.
وبالإضافة إلى ما سبق، فان الاضطرابات
السلوكية ترافق حالات الإعاقة الأخرى (وخاصة التخلف العقلي وصعوبات التعلم) في كثير
من الحالات، ولهذا فليس من السهل تحديد ما إذا كان السلوك المضطرب ناجماً عن إعاقة
انفعالية أو أية إعاقة أخرى.
مفهوم الاضطرابات السلوكية
هنالك العديد من المصطلحات الدالة على
الاضطرابات السلوكية، والتي تتمثل جميعها في شكل من أشكال السلوك الانفعالي غير
الاعتيادي، بالتالي تستدعي معها نوعاً من التربية الخاصة، فالاضطراب السلوكي هو
ذلك السلوك الانفعالي المتطرّف والمزمن، والذي يبتعد عن توقعات المجتمع وثقافته
ومعاييره، ويمكن تلخيصه بالنقاط التالية:
- السلوك المضطرب سلوكٌ غير مقبول اجتماعياً.
- السلوك المضطرب متكرر الحدوث.
- الكبار في المجتمع هم من يتحكمون بنوعية السلوك.
- إمكانية تعديل السلوك غير المقبول، واكتساب سلوكيات مقبولةٍ.
- اعتبار الجنس، والعمر، والوضع الاجتماعي للحكم على السلوك.
- إن الاضطرابات السلوكية تعرض الطفل لمشاكل كثيرة في حياته.
مظاهر الاضطرابات السلوكية
- قلة عدد الأصدقاء، أو انعدامهم.
- الاضطرابات في العلاقات العائليّة.
- اضطراب العلاقة مع المعلمين.
- التهوّر.
- زيادة في الحركة والنشاط.
- العدوان للذات والآخرين.
- الاكتئاب.
- القلق.
- عدم النضج الاجتماعي.
- عدم الطاعة، والعناد الدائم.
- سرعة الغضب، والغيرة الزائدة، والحساسية الزائدة.
- الجنوح: كالسرقة، أو الكذب، أو العدوان المادي.
خصائص المضطربين سلوكياً
يعتبر من الخصائص الاجتماعية المميزة للأفراد المضربين انفعالياً، بل يعتبر من السمات المهمة التي تميّز سلوكهم، وأشكاله كالتالي:
- العدوان المادي.
- الصراخ في الوجه.
- شد شعر الآخرين.
- معاكسة الآخرين.
- العناد.
- النشاط الزائد وإيذاء الذات.
يعبّر هذا السلوك عن فشل المضطربين انفعالياً في التكيّف مع المتطلبات الاجتماعية، ومن مظاهر السلوك الانسحابي:
- الانطواء على الذات.
- أحلام اليقظة.
- القلق الزائد.
- ادعاء المرض.
- المخاوف المرضية، ويعتبر فصام الطفولة مثالاً على هذا السلوك.
السلوك الفجّ:
وهو سلوكٌ غير ناضجٍ اجتماعيّاً وانفعالياً، ومثال عليه المبالغة في الضحك، واللامبالاة. تدنّي المستوى التحصيليّ للأفراد المضطربين عقلياً. تدني القدرة العقلية للأشخاص المضطربين، حيث يؤثر ذلك على تركيز الأطفال وانتباههم في المواد الدراسية، وترتبط بعض الاضطرابات بمظاهر أخرى من الإعاقة كصعوبات التعلم.
المتغيرات المرتبطة بالمشاكل السلوكية أثبتت الدراسات أنّ 7% من الأطفال لديهم سوء تكيّفٍ مع الآخرين، وأنّ ثلاثة من كلّ عشرة أطفال مضطربين سيتجاوزون مشاكلهم في سنّ الرشد. 70% من الأطفال سيصبحون راشدين طبيعيين بعد نموّهم.
- الانحراف الصبياني ينبئ بالإجرامية في سن الرشد.
- الخجل والانسحاب يختفي مع تقدم السن.
الأمراض السلوكية تصيب الذكور والإناث على حدٍ سواء. معدل الذكاء للذكور ذوو الاضطرابات السلوكية أعلى بقليل من معدل الذكاء للإناث، إلا أن مستوى ذكائهم مقارب للتلاميذ العاديين.