20 معلومة تحتاج معرفتها عن التوحد
مقدمة
يختلف اضطراب طيف التوحد عن غيره من اضطرابات النمو الأخرى مثل التأخر اللغوي والتأخر النمائي والاعاقة الذهنية أوالمتلازمات مثل متلازمة داون أو متلازمة ويليام وغيرها من اعاقات النمو، حيث يكمن الفرق الواضح والصريح هو قصور واضح في التواصل مع الأشخاص المحيطين، إضافة إلى السلوكيات النمطية والاندفاعية لدي الطفل التوحدي.

- يشير مصطلح "اضطرابات طيف التوحد" إلى مجموعة من الاضطرابات المعقدة في النمو العصبي بالدماغ، ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات مثل اضطراب طيف التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة أسبرجر.
- تتميز هذه الاضطرابات ببعض السمات والخصائص السلوكية، مثل ضعف التواصل البصري ومواجهة الشخص لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، وضعف المهارات اللغوية، وضيق نطاق أوجه الاهتمامات والأنشطة لديه.
- تظهر اضطرابات طيف التوحد في مرحلة الطفولة، ولكنها تميل إلى الاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ. وفي معظم الحالات تظهر هذه السمات في أول خمس سنوات من عمر الطفل.
- تندرج هذه الاضطرابات حاليًّا في فئة اضطرابات النمو المنتشرة ضمن فئة أشمل هي الاضطرابات النفسية والسلوكية في التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشكلات المتعلقة بالصحة ICD
- تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين، أو عدم الاستجابة للنداء على الطفل باسمه، أو عدم الانتباه لمقدمي الرعاية أو الأخصائيين، ويذكر أيضا أنه قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من العمر، لكنهم يصبحون فجأةً انطوائيين أو يعانون من الاضطرابات السلوكية أو الانفعالية أو يفقدون المهارات اللغوية والمهارات الأخرى التي قد اكتسبوها بالفعل.
- من الصعب تحديد اضطرابات طيف التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهرًا، ولكن يمكن قياس وتشخيص اضطراب طيف التوحد بصورة عامة عند بلوغه سن عامين، ومن السمات المميزة لظهور الاضطراب لديه التأخر أو التراجع المؤقت في تطوُّر مهاراته اللغوية والاجتماعية، والتكرارات النمطية في سلوكياته.
- مستوى الأداء الذهني لدى المصابين باضطرابات طيف التوحد متغيّر جدًّا، وهو يتراوح بين قصور شديد وآخر مرتفع في المهارات المعرفية غير اللفظية، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50% من المصابين بالاضطرابات المذكورة يعانون أيضًا من إعاقات ذهنية.
- يعاني بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد، حيث يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع، إذ إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتعميم ما يتعلموه وما اكتسبوه من مهارات في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية
- من المهم التدخل المبكر في مرحلة الطفولة المبكرة للمساعدة في تحسن وتنمية قدرات الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد ومساعدتهم على اكتساب المهارات الحياتية وذلك عن طريق مختلف البرامج المتوفرة في المجال مثل برنامج لوفاس وبرنامج هيلب HELP وطريقة SMILE وبرنامج بورتاج للتدخل المبكر ويوصى برصد نمو الطفل في إطار الرعاية الروتينية لصحة الأم والطفل.
- بعد التعرُّف على اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، يجب على أهالي أطفال التوحد الاطلاع على فنيات واجراء تعديل السلوك للمساعدة في التعامل مع مختلف التغييرات السلوكية لدي الطفل ومن المهم أيضا أن تتاح لهؤلاء الأطفال وأسرهم المعلومات التوجيه والارشادية والخدمات والفرص لإحالتهم إلى المرافق المختصة، ويوفر لهم الدعم العملي وفق احتياجاتهم الفردية.
- لا يتوافر علاج دوائي لاضطرابات طيف التوحد، إلا أن التدخلات النفسية والاجتماعية مثل معالجة السلوكيات وبرامج التدخل المبكر يمكن أن تحد من مصاعب التواصل والسلوك الاجتماعي، وتؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في عافية الأشخاص ونوعية حياتهم.
- تتسم احتياجات المصابين باضطرابات طيف التوحد في مجال الرعاية الصحية بتعقيدها، وتستلزم مجموعةً من الخدمات المتكاملة، تشمل تعزيز الصحة والرعاية وخدمات إعادة التأهيل، والتعاون مع قطاعات أخرى، مثل قطاعات التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية.
- من الضروري أن تكون التدخلات التي تستهدف المصابين باضطرابات طيف التوحد وغيرها من اضطرابات النمو مصحوبةً بإجراءات أوسع نطاقًا وتهدف إلى جعل البيئات سهل الوصول اليها وأكثر شمولًا ودعمًا من الناحية المادية والاجتماعية والسلوكية.
- يؤدي الوالدان دورًا أساسيًّا في توفير الدعم اللازم لطفلهما المصاب بالتوحد، وبمقدورهما أن يساعدا في ضمان إتاحة الخدمات الصحية والتعليمية للطفل، وأن يقدما بيئات رعاية وتحفيز لدى نموه. وثبت في الآونة الأخيرة أن بإمكان الوالدين أيضًا أن يساعدا في تزويد طفلهما بالعلاجات النفسية والسلوكية.
- منذ أن نشر الطبيب النفسي (ليو كانر - Leo Kanner) مصطلح «التوحد الطفولي المبكر» قبل سبعين عامًا وبالتحديد في عام 1943 لم يجد العلماء حتى الآن أي مقياس موضوعي، أو جزيء أو جين أو نشاط كهربائي في دماغ الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد، لتحديد آلية نشوء هذا الاضطراب، ويحاول الباحثون جادين تحديد أيٍّ من هذه المفاتيح بهدف الوصول إلى تشخيص مبكر للمرض يكون أكثر دقةً؛ حتى يتسنى لهم تطوير علاج أفضل.
- تشير الدراسات العلمية إلى أن عوامل عديدة وراثية وبيئية على حد سواء تُسهم في ظهور اضطرابات طيف التوحد عبر التأثير في نمو الدماغ بوقت مبكر.
- تُعد الأسس الوراثية للتوحد شديدة التعقيد، جرى تحديد المئات من التحولات الوراثية المرتبطة بالمرض، والتي من بينها تكرُّر الكروموسومات، أو فقدها للنكليوتيدات، أو تغيُّر ترتيب الجينات بها. وقد ظهر أن بعض تلك التحولات جاء عن طريق الوراثة، إلا أنها أحيانًا ما تبرز تلقائيًّا في البويضات، أو الحيوانات المنوية. وتتسم تلك التحولات في معظمها بأنها نادرة للغاية، أو فريدة من نوعها. وحتى الآن، لا تمثل التحولات الوراثية المعروفة سوى واحد في المئة من حالات التوحد، وبالتالي يصعب التعرُّف على التحولات المرتبطة بالتوحد، رغم قدرتها على مَنْح فَهْم أكبر للمرض؛ إذ تتطلب تلك التحولات فحص أعداد كبيرة من الأفراد.
- تشير التقديرات العالمية إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل 54 طفلًا يصاب باضطراب طيف التوحد، وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتتباين معدلات انتشارها تبايُنًا كبيرًا وفق الدراسات، بيد أن بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك.
- يشير سجل البيانات الوبائية المتاحة إلى أنه لا تتوافر أدلة علمية تثبت وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والإصابة باضطرابات طيف التوحد، كما تبيّن أن عيوبًا جسيمة تشوب الدراسات التي أشارت إلى وجود علاقة سببية بين اللقاح والاضطرابات.
- لا توجد أيضًا أدلة علمية تدلّ على أن اللقاحات الأخرى التي تُعطَى في مرحلة الطفولة قد تزيد خطورة الإصابة باضطرابات طيف التوحد. كما اشارت دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أنه ما من صلة تربط بين استعمال المواد الحافظة من قبيل مادة الثيومرسال المحتوية على إثيل الزئبق في اللقاحات والإصابة باضطرابات طيف التوحد.