أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 الأكثر بحثاً

ماهو اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد (ASD): التعريف، الأعراض، الأسباب، وأساليب العلاج المعتمدة

يُعد **اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)** اضطرابًا عصبيًا نمائياً معقداً، تظهر أعراضه عادة في مرحلة الطفولة المبكرة. يبدأ الشك حول طيف التوحد عندما يفشل الطفل في التواصل البصري أو اللفظي، أو يتأخر في عملية النطق والكلام في السنة الأولى من عمره. هذا الاضطراب يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين وتواصله معهم، ويشمل مجموعة واسعة من الأعراض والسلوكيات التي تتطلب تدخلاً علاجياً متخصصاً لبناء المهارات وتحسين التكيف.

صورة توضيحية لتعريف واسباب وعلاج وتأهيل ومقاييس اضطراب طيف التوحد

تعريف التوحد ومراحل ظهوره

**اضطراب التوحد** هو اضطراب عصبي نمائي تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي حين أن بعض الأعراض المتعلقة بالتوحد تبدأ في المراحل المبكرة من مراحل النمو لدى بعض الأطفال، تظهر حالات أخرى أعراضها الواضحة لاحقاً.

قد تأتي الأسر للطبيب أو المختص لأن الطفل لا يتكلم رغم أن أقرانه يتحدثون، أو لأنه كان يستطيع أن يقول كلمات مفردة ثم نسي هذه الكلمات في الأشهر الأخيرة (تراجع في الكلام). **لمعرفة الفروق بين التأخر اللغوي والتوحد، يمكنك مراجعة هذا الدليل المفصل.**

المشاكل الحسية مثل الحساسية تجاه الصوت العالي، والحساسية للمس أو الضوء، والمشاكل المتعلقة بالتوازن، هي من بين الأعراض التي تظهر في التوحد، وتقلل من تواصل الطفل مع البيئة وتضعف من قدرته علي التكيف.


ما هي أعراض اضطراب طيف التوحد الرئيسية؟

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM)، تتركز أعراض اضطراب طيف التوحد في مجموعتين رئيسيتين:

1. ضعف في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال والتواصل: 

  • عدم الاهتمام بالأشخاص أو أقرانهم، أو إظهار قلة الاهتمام بهم.
  • أن يكون الطفل في عالمه الخاص دائماً (العزلة الاجتماعية).
  • لا ينظر إليك عندما تناديه (ضعف التواصل البصري).
  • التأخر أو التوقف عن الحديث، التراجع في الكلام، أو عدم استخدام الكلام في التفاعل الاجتماعي.
  • تكرار ما يقال (المحاكاة اللفظية)، أو استخدام الضمائر بالعكس (بدلاً من "أنا"، يستخدم "هو").

2. الاهتمامات المحدودة والسلوكيات والأنشطة المتكررة:

  • الحركات النمطية والمكررة (الدوران، التأرجح حول نفسه، حركة الاجنحة أو الرفرفة باليد).
  • الالتزام الشديد بروتين معين خاص به، والتفاعل الشديد ضد التغييرات في البيئة.
  • حساسية مفرطة لبعض الأصوات والروائح والنكهات (مثل المشي على أصابع القدمين).
  • الالتصاق غير المناسب بأجسام أو أشياء معينة وتدويرها أو اللعب بها بشكل نمطي.

أسباب مرض التوحد

لم يعرف سبب التوحد بعد بشكل كامل، ولكن الاعتقاد السائد هو أن **العوامل الوراثية والجينية** هي المسؤولة عن أغلب الحالات، بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى قد تزيد من الخطر. في التوحد يعتقد أن العديد من الجينات هي المسؤولة عن المرض. **لقراءة المزيد عن دراسات أسباب التوحد، انقر هنا.**


علاج اضطراب طيف التوحد (العلاج السلوكي)

لا يوجد علاج دوائي حتى الآن يشفي من اضطراب طيف التوحد. لكن **العلاج السلوكي** هو الحل الذي يساهم في تخفيف الأعراض وتنمية المهارات. حيث تستخدم العديد من المناهج والبرامج والتطبيقات وفقاً لمنهج Applied Behavior Analysis (تحليل السلوك التطبيقي)، واشتقت منه العديد من البرامج المتخصصة الأخرى مثل:

  • منهجية لوفاس (LOVAAS): يعتمد على التدريب المكثف والتعلم المنظم بناءً على نقاط القوة والضعف عند الطفل.
  • تيتش (TEACCH): يركز على فهم آثار التوحد وتصميم برنامج فردي لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية.
  • **برنامج ABBLS:** أداة لتقييم المهارات الأساسية للتعلم واللغة، وحقق نجاحاً جيداً في التأهيل.
  • برنامج هيلب: برنامج علاجي متخصص يهدف إلى تطوير مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي من خلال تقنيات مثبتة.

الأسئلة الشائعة حول اضطراب طيف التوحد (FAQ)

1. هل يمكن الشفاء من التوحد؟

التوحد هو اضطراب نمائي يستمر مدى الحياة ولا يوجد له علاج "شافٍ" حتى الآن. ومع ذلك، فإن التدخل المبكر والمكثف، خاصة باستخدام مناهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يساهم بشكل كبير في تحسين المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوكية، ويساعد الطفل على تحقيق أقصى إمكاناته والاستقلالية.

2. هل التوحد مرض وراثي؟

نعم، تشير الأبحاث والدراسات إلى أن العوامل الوراثية والجينية تلعب دوراً أساسياً في الإصابة بالتوحد. التوحد لا ينتج عن سبب واحد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الجينية والبيئية. إذا كان هناك تاريخ عائلي للتوحد، يرتفع خطر الإصابة لدى الأشقاء. **لمزيد من المعلومات حول أسباب التوحد، اقرأ دراستنا**.

3. متى يجب تشخيص التوحد؟

يوصي الخبراء بضرورة **التشخيص المبكر** قدر الإمكان. يمكن تشخيص التوحد بشكل موثوق به في عمر السنتين، وتبدأ الأعراض في الظهور بعد عمر 12-18 شهراً (مثل عدم التواصل البصري أو عدم الاستجابة للاسم). التشخيص المبكر يتيح فرصة البدء في التدخل المبكر، وهو المفتاح لتحقيق أفضل النتائج.


المقاييس المستخدمة في تشخيص وتقييم التوحد

يمر تشخيص الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على عدد من الاختصاصيين (طبيب أطفال، أخصائي أعصاب، طبيب نفسي) لاستبعاد وجود أي مرض عضوي. يتم التشخيص بناءً على القصور الواضح في الأبعاد السلوكية، واعتماداً على الأدوات التشخيصية القياسية التالية:

1. الأدلة التشخيصية العالمية

  • الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM - IV/5) التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي.
  • الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD - 10/11) التابع لمنظمة الصحة العالمية.

2. المقاييس والتقييمات السلوكية

  • مقياس كارز لتقييم التوحد في مرحلة الطفولة (Childhood Autism Rating Scale CARS).
  • مقياس تقدير الاتصال اللغوي (متوفر للتحميل هنا) ويشمل أبعاد: التقليد، الانتباه، التعرف والفهم، التعبير، والتسمية.
  • مقاييس أخرى مثل: فاينلاند للنضج الاجتماعي (Vineland)، ومقياس متاهات بورتيوس (Portues Maze Test).

ملاحظات هامة حول اضطرابات النمو الأخرى

من الضروري جداً التفريق بين أعراض التوحد والاضطرابات الأخرى المشابهة، مثل **متلازمة داون** أو حالات **التأخر اللغوي** البسيط. التشخيص الدقيق هو أول خطوة في تصميم برنامج العلاج السلوكي الفردي المناسب.


المصادر والمراجع الموثوقة (لتعزيز E-E-A-T)

اعتمدت هذه المقالة على خبرة الأخصائيين المعتمدين والمراجع التالية:

  • American Psychiatric Association (APA) - DSM-5.
  • مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
  • برامج التدخل السلوكي المعتمدة (ABA).
أخصائي تربية خاصة
أخصائي تربية خاصة
تعليقات