📁 الأكثر بحثاً

أسباب التوحد؟ دراسة على 100,000 طفل تكشف أدلة جديدة ومفاجئة

ما هي أسباب التوحد؟ دراسات حديثة تكشف عن أدلة جديدة ومفاجئة 

يُعتبر اضطراب طيف التوحد (ASD) من الاضطرابات النمائية المعقدة التي تؤثر على التواصل والسلوك. وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير، لا تزال أسباب التوحد موضوعًا للبحث والدراسة. في هذا السياق، نُشرت دراستان حديثتان في مجلات علمية مرموقة، تسلطان الضوء على العوامل المحتملة وراء الإصابة بالتوحد، وتقدمان رؤى جديدة قد تغير طريقة فهمنا لهذا الاضطراب. 

صورة توضح طفل لديه اضطراب طيف توحد يحاول حل لغز مكعب روبيك

دراسة جامعة كولومبيا: تحليل بيانات 100,000 طفل

في واحدة من أكبر الدراسات من نوعها، قام باحثون من جامعة كولومبيا بتحليل بيانات أكثر من 100,000 طفل لفهم العوامل التي قد تساهم في الإصابة باضطراب طيف التوحد. نُشرت الدراسة في مجلة "Nature Genetics"، وركزت على التفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والبيئية. 

النتائج الرئيسية للدراسة: 
  • الجينات: المفتاح الرئيسي للإصابة بالتوحد 
أكدت الدراسة أن العوامل الوراثية هي العامل الأكثر تأثيرًا في الإصابة بالتوحد. تم تحديد أكثر من 100 جين مرتبط بزيادة خطر الإصابة، بعضها لم يكن معروفًا من قبل. هذه الجينات تشارك في عمليات بيولوجية مختلفة، مثل نمو الدماغ والاتصال بين الخلايا العصبية. 
  • العوامل البيئية: تأثير لا يمكن تجاهله 
على الرغم من أن الجينات هي العامل الأقوى، إلا أن الدراسة وجدت أن العوامل البيئية قد تزيد من خطر الإصابة بالتوحد. ومن بين هذه العوامل: 
    • تعرض الأم لمواد كيميائية معينة أثناء الحمل. 
    • الولادة المبكرة. 
    • انخفاض وزن الطفل عند الولادة. 
  • التفاعل بين الجينات والبيئة: خطر مضاعف 
أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالتوحد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة إذا تعرضوا لعوامل بيئية معينة. هذا التفاعل يسلط الضوء على أهمية النظر إلى الصورة الكاملة عند دراسة أسباب التوحد. 

دراسة مركز لانغون الصحي: تحليل 1.1 مليون حالة حمل 

في دراسة أخرى نُشرت في مجلة "Nature Medicine" في يناير 2025، قام فريق من الباحثين في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك بتحليل بيانات أكثر من 1.1 مليون حالة حمل في الدنمارك. ركزت الدراسة على 236 حالة صحية للأمهات المسجلة في السجلات الطبية. 

النتائج الرئيسية للدراسة: 
  • عمر الوالدين: عامل وراثي مهم 
أظهرت الدراسة أن العوامل الوراثية، مثل سن الوالدين، تلعب دورًا أكبر في احتمال إصابة الطفل بالتوحد مقارنة بالعوامل البيئية أو الصحية للأم خلال فترة الحمل. 
  • مضاعفات الحمل: علامات مبكرة للتوحد 
أشارت الدراسة إلى أن بعض مضاعفات الحمل المتعلقة بالجنين قد تكون مرتبطة بزيادة خطر التوحد، مما قد يعكس علامات مبكرة للاضطراب
  • تخفيف الشعور بالذنب لدى الأمهات 
تهدف هذه الدراسة إلى تخفيف الشعور بالذنب الذي قد تشعر به بعض الأمهات، من خلال التأكيد على أن العوامل الوراثية هي المساهم الرئيسي في تطور التوحد، وليس الظروف الصحية أو النفسية التي قد تمر بها الأم أثناء الحمل. 

زيادة ملحوظة في تشخيصات التوحد 

في سياق متصل، أظهرت دراسة نُشرت في أكتوبر 2024 زيادة بنسبة 175% في تشخيصات التوحد في الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2022. وكانت الزيادة الأكبر بين البالغين الشباب والإناث. يعود هذا الارتفاع إلى زيادة الوعي، وتطور معايير تشخيص اضطراب التوحد، والتوسع في الفحوصات الجينية. 

اكتشاف جيني جديد: جين DDX53 

في ديسمبر 2024، كشفت دراسة دولية عن ارتباط مباشر بين التوحد وجين يُعرف بـ DDX53، والذي يلعب دورًا في تطور الدماغ. تم العثور على طفرات في هذا الجين لدى 10 أطفال مصابين بالتوحد، مما قد يفسر ارتفاع معدلات التشخيص بين الذكور مقارنة بالإناث. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للآليات البيولوجية المرتبطة بالتوحد، وقد يساهم في تحسين دقة التشخيص وتطوير استراتيجيات علاجية مستقبلية. 

تأثيرات الدراسات على المستقبل 

هذه الدراسات ليست مجرد خطوات علمية كبيرة، بل قد تكون نقطة تحول في فهمنا لاضطراب طيف التوحد. النتائج التي توصلت إليها يمكن أن تساعد في: 
  1. تطوير استراتيجيات وقائية، مثل تحسين الرعاية الصحية أثناء الحمل. 
  2. تحسين التشخيص المبكر، مما يسمح بالتدخل السريع لتحسين حياة الأطفال المصابين.
  3. تقديم استشارات وراثية أفضل للأسر التي لديها تاريخ مع التوحد. 

خلاصة: خطوة كبيرة نحو فهم التوحد 

بينما لا يزال التوحد اضطرابًا معقدًا وغير مفهوم بالكامل، فإن هذه الدراسات تمثل تقدمًا علميًا مهمًا. من خلال الجمع بين التحليلات الوراثية والبيئية، تقدم هذه الأبحاث أدلة جديدة يمكن أن تساعد في توجيه الجهود المستقبلية للوقاية من التوحد وعلاجه. هذه النتائج تعطي الأمل للأسر والعلماء على حد سواء، بأننا نقترب أكثر من فهم هذا الاضطراب الغامض

لماذا هذه الدراسات مهمة؟ 

إذا كنتَ أبًا أو أمًا لطفل مصاب بالتوحد، أو حتى إذا كنتَ مهتمًا بمجال التربية الخاصة، فإن هذه الدراسات تقدم معلومات قيّمة يمكن أن تساعد في فهم أفضل لاضطراب طيف التوحد. كما أنها تفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث التي قد تؤدي إلى تحسينات كبيرة في التشخيص والعلاج.

المصادر: 
  • New study takes on another myth about what causes autism: 'Many mothers feel guilty' 
  • Autism diagnoses are skyrocketing in the US - here's why 
  • Genetic discovery reveals 'direct link' to autism: 'Key player' 
أخصائي تربية خاصة
أخصائي تربية خاصة
تعليقات