📁 الأكثر بحثاً

كيفية تعليم طفلك المهارات التبادلية (Turn-Taking) والتواصل الوظيفي (Functional Communication).

كيفية تعليم طفلك المهارات التبادلية (Turn-Taking) والتواصل الوظيفي (Functional Communication)

طفل وأم يتبادلان الأدوار في اللعب، يمثلان مهارات التواصل الاجتماعي والتبادلية
التواصل الفعال يبدأ بفهم قاعدة "خذ دورك" والقدرة على طلب الاحتياجات.

ليس الهدف من التخاطب أن يتعلم الطفل الكلام فحسب، بل الأهم هو أن يتعلم كيف يستخدم هذا الكلام بفعالية. يعرف هذا النوع من المهارات باسم التواصل الوظيفي (Functional Communication)، وهو استخدام اللغة للحصول على احتياجاته، والتعبير عن رغباته، والتفاعل مع الآخرين. كما أن المهارات التبادلية (Turn-Taking)، أي القدرة على تبادل الأدوار في اللعب والحديث، تُعد حجر الزاوية في التفاعل الاجتماعي، وهي مهارة يواجه فيها الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد أو فرط الحركة ونقص الانتباه تحدياً كبيراً. يقدم هذا المقال من جلسة تخاطب استراتيجيات عملية لتعليم طفلك هاتين المهارتين الحيويتين في المنزل.

1. التواصل الوظيفي: تحويل الكلام إلى أداة

التواصل الوظيفي يعني أن لكل كلمة أو جملة وظيفة واضحة (مثل: طلب شيء، الرفض، التعليق، السؤال). أهم هذه الوظائف هي الطلب (Mand/Requesting)، وهي القوة الدافعة وراء كل تعلم لغوي.

كيف تبدأ بتعليم الطلب؟

  • ابحث عن الدافع: قدم للطفل شيئاً يحبه بشدة (لعبة، طعام) واحتفظ به بعيداً عن متناوله بشكل طفيف.
  • النمذجة والتعزيز: عندما يشير الطفل، قل أنت الكلمة (مثلاً: "كرات")، ثم شجعه على محاولة نطقها، وعندما يفعل، حتى لو كان نطقه تقريباً، امنحه طلبه فوراً.
  • الانتقال من كلمة إلى جملة: بمجرد إتقان الكلمة الواحدة، شجعه على قول "أريد كرات" أو "كرات من فضلك". هذه هي أساس منهجية سلم اللغة.

2. المهارات التبادلية: أساس التفاعل الاجتماعي

مهارة تبادل الأدوار هي تعلم الانتظار واستلام الدور في أي تفاعل. هي ليست مجرد مهارة لعب، بل هي مهارة محادثة. إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في الانتباه أو الاندفاع بسبب فرط الحركة، فإن هذه المهارة ستكون صعبة بشكل خاص.

تمارين منزلية لتعليم تبادل الأدوار:

المرحلة التمرين المقترح الهدف اللغوي
المرحلة الحركية (بدون كلام) تمرير كرة أو دحرجة سيارة بينك وبين الطفل. بناء برج من المكعبات بالتناوب. فهم مبدأ الانتظار ونقل الدور.
المرحلة اللفظية البسيطة لعبة "قل لي": أنت تقول كلمة (مثل "بابا") والطفل يقول كلمة أخرى. استخدام كلمة "دوري/دورك" بشكل متكرر. ربط الفعل الحركي بكلمات بسيطة.
المرحلة المتقدمة (الحوار) لعبة إكمال الجمل: أنت تقول "أنا رأيت كلباً لون..." ويُكمل الطفل بـ "أبيض". تدريب على طرح الأسئلة البسيطة. تعزيز القدرة على تنظيم أفكاره ونطقه للإجابة.

3. استراتيجيات دعم فعالة ومستمرة

يجب أن تكون البيئة المنزلية مشجعة ومعدّة لتدريب الطفل على استخدام لغته بشكل وظيفي.

  • النمذجة اللغوية المناسبة: تحدث مع طفلك بجمل أطول بقليل مما يستخدمه. إذا كان يقول كلمة واحدة، تحدث معه بجملتين (تذكر معايير عمره).
  • خلق الفرص: لا تستبق الأحداث ولا تلبي احتياجاته بالإشارة. اجعله يحاول التعبير بالصوت أو الكلمات.
  • توسيع الجمل (Expansion): إذا قال طفلك "كلب"، رد عليه: "نعم، كلب كبير يركض". أنت هنا تصحح وتوسع جملته دون توبيخ.
  • التقييم المستمر: إذا كنت تشك في وجود أسباب خفية وراء ضعف التواصل الوظيفي، فمن الضروري استشارة أخصائي لتقييم المهارات التداولية (Pragmatic Skills).

هل هي مشكلة اجتماعية أم لغوية؟

التحدي في المهارات التبادلية والتواصل الوظيفي قد يشير إلى اضطرابات في النمو العصبي. إذا كان طفلك لديه قاموس لغوي جيد ولكنه لا يستخدمه للتفاعل أو يفضل اللعب الانفرادي، فقد يكون ذلك مؤشراً يحتاج إلى تقييم متخصص لفهم الفروقات بين التأخر اللغوي الصرف، والاضطراب التواصلي الاجتماعي، واضطراب طيف التوحد.

"اللغة الحقيقية هي تلك التي تجعل الطفل قادراً على التحكم في بيئته والتعبير عن ذاته." - جلسة تخاطب: نحو تواصل فعال

الخلاصة: تعليم التواصل الوظيفي والمهارات التبادلية يتطلب الصبر والممارسة المنظمة. من خلال تحويل اللعب إلى فرص تعليمية واضحة، يمكنك مساعدة طفلك على الانتقال من مجرد نطق الكلمات إلى استخدامها كأداة قوية للتفاعل في عالمه.

أخصائي تربية خاصة
أخصائي تربية خاصة
تعليقات