يُعد اضطراب طيف التوحد (AsD) حالة عصبية معقدة تتطلب فهماً عميقاً يتجاوز المفاهيم الشائعة. في هذا الدليل المُركّز، نقدم لك 20 حقيقة غير متداولة حول **التوحد**، مصممة خصيصاً لتمكين الأهل والمعلمين والمختصين في مجال **التربية الخاصة**.

أولاً: ما وراء المظهر: حقائق نفسية واجتماعية غير متداولة (1-6)

كثيراً ما يُساء فهم التفاعلات الاجتماعية للأشخاص ذوي التوحد. هذه الحقائق تسلط الضوء على الجوانب الداخلية.

  • 1. التعاطف العميق وليس الغياب: قد يشعر الأفراد من ذوي التوحد بالتعاطف بشكل مكثف لكنهم يجدون صعوبة في قراءة الإشارات الاجتماعية اللازمة للتعبير عنه أو الاستجابة له بالشكل المتوقع.
  • 2. ظاهرة "القناع" (Masking): العديد من الأشخاص، خاصة **الفتيات**، يطورون مهارات لتقليد السلوكيات الاجتماعية (القناع)، مما يجعل **اضطراب طيف التوحد** أقل وضوحًا خارجيًا، لكنه يستهلك طاقة هائلة ويؤدي إلى الإرهاق.
  • 3. حرفية التواصل (Lack of Body Language): يجدون صعوبة في فهم لغة الجسد، النبرة، وتعابير الوجه، ويفضلون التواصل المباشر والواضح. اطلع على التوحد غير اللفظي للمزيد.
  • 4. الصدق المفرط وعدم المجاملة: قد يقول الشخص التوحدي الحقيقة بصدق كامل دون مراعاة للسياق الاجتماعي أو المجاملات، مما يعكس نزاهة في التواصل.
  • 5. تفضيل الصداقات العميقة والقليلة: بدلاً من شبكات العلاقات الواسعة، يميلون إلى تكوين علاقات قليلة، لكنها تتسم بالصدق والثقة والعمق.
  • 6. صعوبة فهم سياق الاعتذار: قد لا يدركون متى أو كيف يعتذرون، ليس لعدم شعورهم بالخطأ، بل لصعوبة فهم السياق الاجتماعي المترتب عليه.

ثانياً: العالم كما يشعر به التوحدي: التحديات الحسية والروتين (7-9)

يتم معالجة المعلومات الحسية بشكل مختلف، مما يجعل البيئة اليومية عبئاً في بعض الأحيان.

  • 7. الروتين ليس مجرد عادة بل ضرورة: **الروتين الثابت** هو نظام حماية للطالب التوحدي ضد فوضى عالم خارجي غير متوقع. أي تغيير مفاجئ قد يسبب انهياراً عاطفياً لأنه يهدم شعوره بالأمان.
  • 8. حساسية مفرطة للأصوات العادية: الأصوات التي نعتبرها عادية (مثل جرس المدرسة، صوت جهاز تكييف، صوت مرتفع) قد تكون مؤلمة جسديًا للأشخاص ذوي **التوحد**. (ملاحظة: راقب مستوى صوتك عند التحدث مع الطفل التوحدي).
  • 9. الإضاءة الفلورية كمصدر للتحفيز المفرط: الإضاءة الساطعة أو الفلورية قد تسبب إزعاجاً بصرياً وتشتيتاً حسياً لبعضهم، ما يؤثر على تركيزهم في الفصل.

ثالثاً: المهارات الخفية: قوة التركيز والقدرات الاستثنائية (10-12)

بعيداً عن الصعوبات، يمتلك العديد من الأفراد ذوي التوحد قدرات معرفية وتركيزية لا مثيل لها.

  • 10. مواهب Savant والقدرات الاستثنائية: بعض الأفراد يظهرون قدرات خارقة في مجالات محددة مثل **الرياضيات**، **الموسيقى**، أو **الفن البصري**، تُعرف بمتلازمة الموهوب (Savant Syndrome).
  • 11. الذاكرة الفوتوغرافية: يمتلك البعض ذاكرة قوية جداً وقدرة على تذكر الحقائق والتفاصيل الدقيقة والتواريخ بطريقة تفوق المعدل الطبيعي.
  • 12. التركيز العميق على الاهتمامات الخاصة: قد يكون التركيز على اهتمامات غير تقليدية (مثل أرقام القطارات، تصنيف الحشرات، أو تفاصيل محرك السيارة) هو مفتاحهم للتعلم واكتساب المعرفة المتخصصة.

رابعاً: مفاهيم خاطئة شائعة: حقائق حول التشخيص واللغة (13-20)

لضمان دعم فعال، يجب تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالتشخيص ومستويات الدعم.

  • 13. التوحد يُدعم ولا "يُعالج": **اضطراب طيف التوحد** هو اختلاف عصبي ملازم للشخص مدى الحياة، والهدف من التدخلات مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو الدعم والتدريب وليس "العلاج".
  • 14. التشخيص المتأخر للإناث: **تشخيص الفتيات** أقل شيوعاً ويحدث غالباً في سن متأخرة مقارنة بالذكور (النسبة 4:1) بسبب قدرتهن على إخفاء الصعوبات الاجتماعية بشكل أفضل.
  • 15. التوحد لا يرتبط بالذكاء: مستويات الذكاء (IQ) تتفاوت بشكل واسع بين الأشخاص ذوي التوحد، حيث أن البعض يمتلك ذكاءً طبيعياً أو فوق المتوسط.
  • 16. نسبة المتحدثين مرتفعة: حوالي 40% من المصابين بـ **التوحد** يمتلكون قدرة على التحدث بطلاقة، مما يتطلب برامج تدعم تطوير النطق والتواصل الاجتماعي.
  • 17. العلامات المبكرة تظهر قبل 18 شهراً: يمكن رصد علامات التوحد المبكرة جداً، مثل ضعف التواصل البصري أو غياب المناغاة، من عمر 6 أشهر. اطلع على علامات التوحد.
  • 18. اضطرابات مصاحبة شائعة: من الشائع أن يعاني الشخص ذو التوحد من حالات مصاحبة مثل القلق، **فرط الحركة** (ADHD)، أو اضطرابات الجهاز الهضمي. اقرأ عن اضطراب ADHD.
  • 19. التوحد ليس مرضاً نفسياً: التوحد هو اضطراب نمائي عصبي، وليس مرضاً نفسياً يمكن الشفاء منه بالعلاج التقليدي.
  • 20. استخدام لغة "الهوية أولاً": يُفضل العديد من المدافعين عن التوحد استخدام مصطلح **"شخص توحدي"** أو **"شخص من ذوي التوحد"** (Identity-first language) بدلاً من "شخص مصاب بالتوحد"، لاحترام الهوية.

أهم توصية للمختصين:

يجب على الأخصائيين التأكد من أن صوتهم خلال الجلسات ليس مرتفعاً، لتجنب التحفيز الحسي السلبي الذي قد ينفر الطفل التوحدي من الجلسة.

خاتمة: دعوة للوعي والدعم المستمر

إن فهم هذه الحقائق غير المشهورة عن **اضطراب طيف التوحد** هو الخطوة الأولى لتقديم الدعم الفعال والشامل. التوعية المستمرة تساعد في تمكين الأطفال والبالغين من ذوي التوحد ليعيشوا حياة كاملة ومندمجة.

انضم إلينا لمزيد من النصائح اليومية والأنشطة العملية على Instagram وTikTok.