ما هو اللسان المربوط؟ (Ankyloglossia)

اللسان المربوط (Ankyloglossia) هو حالة خلقية شائعة يلتصق فيها طرف اللسان بأرضية الفم بلجام لحمي (Frenulum) قصير وسميك. هذا القيد يحد بشكل كبير من حركة اللسان، مما يؤدي إلى تحديات وظيفية تبدأ من صعوبة الرضاعة في سن مبكرة وصولاً إلى تأخر النطق وبعض المشاكل الصحية في مراحل متقدمة.

أنواع اللسان المربوط: الجزئي والكلي

1. لسان مربوط جزئياً (Partial Tongue Tie):

👈 يكون التصاق طرف اللسان بقاع الفم "بسيطاً أو في منتصف اللسان". يستطيع الطفل تحريك لسانه حركة محدودة. غالباً ما تكتشف هذه الحالات متأخراً بسبب ملاحظة الأباء لـ صعوبة نطق الطفل لحروف معينة (مثل اللام والراء).

2. لسان مربوط كلياً (Complete Tongue Tie):

👈 يكون التصاق طرف اللسان بقاع الفم "كلياً"، ويظهر اللسان على شكل قلب أو حرف V مقلوب عند محاولة إخراجه. يجد الطفل صعوبة بالغة في تحريك لسانه، ولا يستطيع إخراجه خارج حدود القواطع السفلية.

أعراض اللسان المربوط: من الرضاعة حتى النطق

تختلف الأعراض حسب عمر الطفل وشدة الالتصاق. يجب الانتباه إلى هذه العلامات:

  • مرحلة الرضاعة (الأطفال الرضع):
    • صعوبة في الإمساك بالحلمة (Poor Latch): مما يسبب ألمًا للأم.
    • أصوات "طقطقة" أو "نقش" أثناء الرضاعة.
    • رضاعة متكررة وغير فعالة أو نوم الطفل أثناء الرضاعة بسبب التعب.
    • عدم زيادة وزن الطفل بشكل كافٍ.
  • مرحلة النطق والنمو (الأطفال الأكبر):
    • صعوبة في نطق أصوات محددة، خاصة الأحرف اللثوية والأسنانية مثل "اللام" و "الراء" و "السين" و "الذال" (Phonological Errors).
    • عدم القدرة على لعق الشفاه أو تحريك اللسان لأكثر من الحدود القاطعة للقواطع السفلية.
    • تقوس اللسان أو ظهوره على شكل قلب عند محاولة إبرازه.
    • مشاكل في نظافة الفم: تسوس الأسنان والتهاب اللثة المتكرر، لعدم قدرة اللسان على تنظيف بقايا الطعام.
    • صعوبة في تناول بعض الأطعمة التي تتطلب تحريكاً جانبياً للسان.

التشخيص

التشخيص سهل ويتم بصرياً ووظيفياً. يقوم طبيب الأطفال أو أخصائي التخاطب برفع اللسان برفق لتقييم طول اللجام اللحمي ودرجة التقييد. لا يتطلب التشخيص فحوصات معقدة.

علاج اللسان المربوط: الخيارات الجراحية والتدخلات الداعمة

الجراحة هي العلاج الفعال الوحيد لحالات اللسان المربوط التي تسبب مشكلات وظيفية مستمرة (رضاعة أو نطق).

1. عملية تحرير اللجام (Frenotomy):

هي الإجراء الأكثر شيوعاً وبساطة، وتُجرى في العيادة دون تخدير (خاصة للرضع). يقوم الجراح بتحرير اللسان المربوط عن طريق "قطع اللجام اللحمي" باستخدام مشرط أو مقص معقم. الإجراء سريع جداً ولا يستغرق سوى ثوانٍ.

2. ترميم اللجام (Frenuloplasty) أو الليزر:

يُستخدم في الحالات المعقدة أو السميكة أو عندما يكون هناك حاجة إلى غرز جراحية. حالياً، يفضل الكثير من الأطباء استخدام الليزر بدلاً من المشرط، حيث يقلل الليزر من النزيف ويحسن من سرعة الشفاء.

دور أخصائي التخاطب بعد الجراحة

بعد العملية الجراحية، يصبح اللسان حراً، ولكن الطفل قد يحتاج إلى تدريب لإعادة برمجة عضلات اللسان على الحركة الصحيحة. هنا يتدخل أخصائي التخاطب لتقديم:

  • تمارين لسانية وظيفية (Myofunctional Therapy): لتقوية عضلات اللسان والشفتين.
  • تدريب النطق: مساعدة الطفل على إنتاج الأصوات التي كان يعجز عنها (مثل الراء واللام) بالطريقة الصحيحة الآن بعد تحرير اللسان.